- الجلسة الثانية تقام على هامش المعرض الاستعادي الدولي للفنان عبدالقادر الريس في معهد العالم العربي في باريس
- المشاركون في الجلسة: الإمارات نجحت في أن تصبح مركزًا ثقافيًا قويًا خلال أقل من عقدين
على هامش المعرض الاستعادي الدولي الأول للفنان الإماراتي القدير عبدالقادر الريس الذي يقام في معهد العالم العربي في باريس حاليًا خلال الفترة من 25 سبتمبر إلى 21 أكتوبر، أقامت هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة)، الهيئة المعنية بشؤون الثقافة والفنون والتراث والآداب في الإمارة، يوم أمس الموافق 26 سبتمبر الجاري، جلسة نقاشية شارك بها حشد من المهتمين بالشأن الفني في العاصمة الفرنسية، باريس.
ووفق أجندة البرنامج، افتتح الفنان الشهير عبدالقادر الريس ورشة تفاعلية للرسم الحي مع الجمهور استمرت ساعة ونصف، واستعرض خلالها مع متابعيه بعض أساليب الرسم، ليقدم لهم إضاءات مهمة على العديد من المهارات التي اكتسبها على مدى مسيرته الفنية الطويلة.
وبعد الانتهاء من تلك الورشة، بدأت الجلسة النقاشية التي حملت عنوان “المشهد الفني الإماراتي في الوقت الراهن”. وأجمع المشاركون في الجلسة على حقيقة مهمة، وهي أن دولة الإمارات العربية المتحدة نجحت في أن تصبح مركزًا ثقافيًا قويًا في غضون أقل من عقدين، إذ تشهد ساحتها الفنية نشاطًا قويًا من البرامج المتنوعة التي تشتمل على معارض البينالي، وغيرها من المعارض الفنية التي باتت تكتسب شهرة عالمية واسعة.
ومن النجاحات التي تحسب لدولة الإمارات العربية المتحدة في هذه الفترة القصيرة نسبيًا، أنها تحولت إلى سوق فنية مزدهرة، مما شجع الكثيرين من الفنانين على اتخاذها وجهة إقليمية حيوية لأنشطتهم. وخلال الجلسة ذاتها، تمكن المشاركون من تقديم العلامات الدالة على حيوية واستدامة المشهد الفني في الإمارات. وجمعت الجلسة إلى جانب عبدالقادر الريس، ثلاث شخصيات مهمة، وهي: السيدة فيلما جوكرتي، مدير السركال أفنيو، والسيدة إزابيل دي لابرويير، مديرة منطقة أوروبا والشرق الأوسط وروسيا والهند في كريستيز، والسيد خليل عبدالواحد، مدير إدارة الفنون التشكيلية في “دبي للثقافة”، في حين أدارت الجلسة السيدة ميرنا عياد- ناقد فني.
وخلال الجلسة، قدّم ممثل دبي للثقافة شرحًا شاملاً للدور الذي تقوم به الهيئة للارتقاء بالمشهد الفني، مستعرضًا العديد من المبادرات والفعاليات والأنشطة الأخرى التي تقوم بها على مختلف المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
ومن ثم عرضت السيدة فيلما جوكرتي خبرتها مع “السركال أفنيو” الممتدة لعشرة سنوات، كما أكدت على الدور الذي تلعبه مؤسستها، واصفة إياها بالمحور العضوي المرموق لدعم الثقافة في دبي، وتكريس المزيد من الوقت والطاقة للمجتمع بشكل عام ولعشاق الفن على وجه الخصوص. واختتمت حديثها بالتنويه إلى أن هذا النموذج يدل بوضوح على المبادرة والروح الحيوية والفاعلة التي تتمتع بها دبي لتميزها عن غيرها، لتجد لنفسها هوية ثقافية مميزة.
واستشهدت السيدة إزابيل دي لابرويير بتجربتها في أثناء إقامتها بدبي، حيث أطلقت أولى المزادات الفنية في المنطقة، وكانت شاهدًا على النمو السريع للمشهد الفني في دبي بشكل خاص، وفي باقي أرجاء دولة الإمارات العربية المتحدة بصفة عامة. وكان لعبدالقادر الريس مداخلات من خبرته الطويلة لتسليط الضوء على التغييرات الهائلة التي شهدتها الإمارات منذ ستينيات القرن الماضي وحتى يومنا هذا.
وكانت دبي للثقافة، الجهة المسؤولة عن تنظيم هذا الحدث، قد افتتحت المعرض في 25 سبتمبر، وعقدت أول حلقة نقاشية يوم الافتتاح في قاعة معهد العالم العربي، بمشاركة نخبة من كبار الشخصيات، وستتواصل فعاليات المعرض حتى 21 أكتوبر المقبل.
ويأتي التزام دبي للثقافة بإثراء المشهد الثقافي لإمارة دبي انطلاقًا من مهمتها الهادفة إلى إبراز مكانة الإمارة كعاصمة ثقافية متنامية في المنطقة والعالم، في الوقت الذي تعمل فيه على حماية تراث دولة الإمارات العربية المتحدة والترويج له ونقله للأجيال المقبلة. وتعمل الهيئة أيضًا على مد جسور الحوار البنّاء بين مختلف الحضارات والثقافات، والمساهمة في المبادرات الاجتماعية والخيرية لخدمة المواطنين والمقيمين في دبي على حدٍ سواء.