يجب أن تتضافر الجهود في أرجاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للاستفادة من نشاط منظومة ريادة الأعمال

على الرغم من الازدهار الذي تشهده ريادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أشار أحد كبار ممثلي البنك الدولي إلى ضرورة تعزيز التعاون بين حكومات الدول المختلفة للاستفادة من النشاط الحالي ضمن البيئة الحاضنة لريادة الأعمال.

وعمل علي أبو كميل، أخصائي أول لتنمية القطاع الخاص في البنك الدولي، مؤخراً على تقرير التنافسية في الوطن العربي 2018 – وهو تعاون مشترك بين المنتدى الاقتصادي العالمي والبنك الدولي يركز على ريادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وفي أحدث إصدارات البودكاست الصوتية لـ “ومضة”، يشارك بآرائه حول حالة منظومة الشركات الناشئة مع وليد فزاع، الشريك في “ومضة كابيتال”.

قال أبو كميل: “يتوجب على واضعي السياسات أن ينظروا إلى الصورة الشاملة لتطوير منظومة ورحلة رواد الأعمال، من اللحظة التي يسعون فيها لبدء عمل تجاري وحتى مرحلة بيع شركاتهم عن طريق صفقات التخارج. علينا أن نمنح منظومة ريادة الأعمال كل ما تحتاجه لتتمكن من صياغة نفسها بنفسها، وبدلاً من وضع الأسس والثوابت لكي تسير وفقها، دعها تمضي قدماً وتنمو دون قيود، وفي الوقت نفسه تعظيم ذلك النشاط لتزويد رواد الأعمال بالدعم الذي يحتاجون إليه”.

وأوضح أبو كميل أن الحكومات في المنطقة أصبحت أكثر تقبلاً لريادة الأعمال بعد سنوات عديدة من التشكيك. كما أن الصفقات الكبيرة للتخارج أو بيع الشركات مثل “مكتوب” في 2009، و “طلبات” في 2015، ومؤخراً “سوق.كوم” في 2017، قد ساعدت على تغيير النظرة وتحسين المواقف تجاه ريادة الأعمال نحو الأفضل، خاصة عندما يتعلق الأمر بخلق فرص العمل.

وقال أبو كميل: “الآن هو الوقت المناسب للحكومات لكي تقول إن هذه الجهود مثمرة، وكيف يمكننا الاستفادة من هذا النشاط ومواصلة العمل. ولقد قامت بذلك العديد من البلدان، فالأمر كله يتعلق بوضع استراتيجية لما نريد القيام به هنا”.

وأضاف: “نظراً للأوضاع الخاصة جداً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث أن جغرافيات الدول صغيرة إلى حد ما، يجب على واضعي السياسات أن ينظروا إلى المنطقة كوحدة واحدة كبيرة أو منظومة واحدة كبيرة. ومن المهم أن نفهم أن تنمية ريادة الأعمال في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لا يمكن أن تكون مرتبطة بجغرافية بلد واحد”.

وبيّن قائلاً: “حتى ولو كانت الاستثمارات تتوجه إلى أماكن مثل دبي في الغالب، فإن الأفكار والمواهب موجودة في مكان آخر. إن أكثر من 40 في المائة من الأفكار التي جاءت إلى دبي العام الماضي كانت في الواقع من الأردن ولبنان”.

وبتسليط الضوء على قضايا الاقتصاد الكلي مثل البطالة المرتفعة بشكل مثير للقلق بين الشباب، وانخفاض نسبة مشاركة المرأة في القوى العاملة، شدّد أبو كميل على الحاجة إلى تكاتف الحكومات لمعالجة هذه القضايا.

وتطـرّق النقاش بين أبو كميل وفزاع إلى منطومة ريادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتقرير التنافسية في الوطن العربي 2018 ونتائجه، وما يتوجب على صانعي القرارات وواضعي السياسات في الوطن العربي القيام به لدعم ريادة الأعمال، بالإضافة إلى مواضيع خاصة بالأردن، بما في ذلك هجرة العقول، واحتياجات البنية التحتية، وصندوق البنك الدولي للأعمال المبتكرة للشركات الناشئة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة (ISSF).

You might also like More from author

Leave A Reply

Your email address will not be published.