اختتمت غرفة تجارة وصناعة الشارقة فعاليات “مهرجان الساحل الشرقي للبيئة البحرية” الذي نظمته للعام الثاني على مدى ثلاثة أيام على ساحل مدينة كلباء بالتعاون مع بلدية المدينة وجمعية كلباء التعاونية لصيادي الأسماك.
وشهد المهرجان إقبالاً كثيفاً ولافتاً من قِبل أبناء مدينة كلباء وزوارها من مختلف مناطق الشارقة والدولة، إذ ناهز عدد الزوار 20 ألف شخص من جميع الفئات العمرية، وسط أجواء الفرح والمتعة التي أضفتها فعاليات المهرجان المتنوعة التي تضمنت تنظيم عروض بحرية وترفيهية و”لايزر” وأمسيات شعرية وورش عمل وجلسات حوارية، وتخللها توزيع العديد من الجوائز على الفائزين في المسابقات وإجراء سحوبات على العديد من الهدايا العينية والرمزية.
وأكد خليل محمد المنصوري مدير إدارة فروع غرفة الشارقة مدير فرع خورفكان، أن المهرجان حقق مستهدفاته لهذه الدورة في إبراز جوانب جديدة من الموروث الثقافي لمدينة كلباء ومنطقة الساحل الشرقي لإمارة الشارقة، كما شكّل ترجمة لمبادرات الغرفة الرامية إلى تنمية المجتمعات المحلية من خلال تنظيم الفعاليات الاقتصادية والسياحية النوعية والهادفة.
وأشار المنصوري إلى أن الغرفة تقوم بمثل هذه المبادرات في إطار استراتيجيتها التي تنبع من رحم “رؤية 2021” وذلك في سبيل تنمية المجتمع، معرباً عن شكر الغرفة إلى جميع الجهات التي ساهمت وشاركت في تنظيم ونجاح المهرجان وفي مقدمتها وزارة التغيير المناخي والبيئة لاسهاماتها الكبيرة ودورها الفاعل في دعم المهرجان.
من جهته، قال سلطان عبيد الزعابي منسق عام المهرجان مدير فرع الغرفة في مدينة كلباء إن الغرفة ستعمل على تقييم المهرجان في ضوء نتائج دورته الثانية للتعرف على مواطن القوة وفرص التحسين والتطوير، وذلك بهدف تنظيم الدورة الثالثة من المهرجان في العام المقبل على أكمل وجه لتحقيق الأهداف المرجوة من تنظيم هذه المهرجانات في المنطقة الشرقية.
وشدّد الزعابي على أن الغرفة ماضية في تنظيم مثل هذه الفعاليات الرامية إلى تسليط الضوء على المزايا التي تتمتع بها مناطق الإمارة وذلك في خطوة تضع في أولوياتها تحفيز المجتمعات المحلية على المبادرة والابتكار ولعب دورها الفاعل في خدمة المجتمع بشكل عام.
وتميز مهرجان هذا العام بمسابقة أكبر سمكة التي تم تنظيمها بإشراف جمعية الصيادين بكلباء وشارك فيها 18 متسابقاً وخصصت لصيد سمك “الكنعد”، حيث بلغت مدة المسابقة من الفجر إلى المغرب، وقد فاز في المركز الأول السيد/ سلطان الزعابي الذي اصطاد سمكة وزنها 25 كيلوغراماً.
كما تميز المهرجان بالجلسات الحوارية المتنوعة التي استفاد الجمهور منها خصوصاُ لجهة معرفة الصعوبات التي كانت تواجه الصيادين، والنقلة النوعية التي طالت مختلف جوانب حياتهم المعيشية بعد قيام الاتحاد في ضوء اهتمام القيادة الرشيدة بتنمية وتطوير هذه الحرفة وتوفير مقومات الحياة الكريمة لجميع أبناء الدولة. واستعادت فعاليات المهرجان الحياة القديمة التي كان يعيشها الآباء والأجداد كما سلطت الضوء على إحدى الحرف الهامة (حرفة الصيد) والحياة البحرية التي كانوا يلجأون إليها في سبيل العيش.
وكان المهرجان قد شهد في يومه الأول عروضاً للفرقة البحرية وعروض ليزر وأخرى من نادي الرياضات البحرية، بالإضافة إلى عدد من المسابقات بينها “فلق المحار” والرسم على الجدران، كما شهد ورش عمل تم خلالها مناقشة عدد من المواضيع الهامة المتعلقة بحياة البحر.
ويُعدّ المهرجان واحداً من النشاطات التي تنظمها غرفة الشارقة بهدف تنشيط الحركة السياحية والتجارية في الإمارة وتعزيز المشاركة الشعبية في مثل هذه المبادرات، وخاصة من جانب الأسر المنتجة التي قامت بتوفير المأكولات الشعبية القديمة التي شهدت إقبالاً كبيراً من الحاضرين.